Friday, April 17, 2009

أسس إعداد الكتاب


أسس إعداد الكتاب


Hasanudin


يقصـد بأسس إعداد الكتاب هنا ، مجموع العمليات التي يقوم بـها المؤلف لإعداد كتابه قبل إخراجه في شكله النـهائي ، وطرحـه للاستخدام في فصـول تعليم اللغـة . والوضـع الأمثل في تأليف كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها يفترض إجـراء عـدد من الدراسات قبل تأليف أي كتاب ، فضـلاً عن توفر عـدد من الأدوات والقوائم والنصوص التي يعتمد عليها تأليف الكتاب . ويُقصـد بذلك أيضا ما يقوم به المؤلف من عمليات لازمـة لإعداد الكتاب سـواء كانت بحوثا أجراها، أو أدوات وقوائم أعدها أو نصوصـاً رجع إليها ، أو تجريباً قام به .


ومن هذه الأسس أيضا : :


1 – الاهتمام بأن يكون المحتوى الفكري لمادة الكتاب العلمية إسلاميا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة باعتبار أن اللغة العربية لغة القرآن .


2 – اختيار الألفاظ والتراكيب السهلة الشائعة لمادة الكتاب العلمية مع الحرص على المحتوى الفكري الجديد الميسر .


3 – الإكثار من التدريبات والتمرينات بأنماطها المختلفة مع مراعاة التقويم المستمر .


4 – الاستعانة بالصور لكونـها تشكل عنصرا حسياً يوضح المادة المقدمة ويقربـها لأذهان الدارسين.


5 – العناية بالتدرج اللفظي والتسلسل العلمي للمادة المقدمة فيكون الانتقال من المفردات إلى الجمل البسيطة إلى الجمل المركبة ومن أوليات العلوم إلى ما هو أعلى منـها .


6 – سلامة المادة المقدمة من الأخطاء اللغوية والعلمية والفكرية .


7 – التركيز على الحوارات القصيرة التي تتطلبـها مواقف الحياة اليومية العامة .


8 – الحرص على أن تعالج المادة المقدمة تعليم اللغة العربية من الناحيتين العلمية والوظيفية معاً .



المرحلة التحضيرية للكتاب وتتضمن الأعمال التالـية :


وهي مرحلة أساسية ؛ فهي تمدّ المعلم بأداة الإعداد من الجوانب النظرية والأمور التطبيقية من كتب أعدّت لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها , وتتيح له مقارنة ما كتب من أبحاث نظرية حول أصول إعداد الكتب لغير الناطقين باللغة، وكيف يقدّم كلّ عنصر وكلّ مهارة، وكيف يتم التكامل بينها , ويقارن كلّ هذا بما عمل فعلاً وهل يتمشى معه أم لا , ويلاحظ أيضاً الاختلاف بين المؤلفين في طرق معالجتها وفي تقديمهم اللغة لغير أهلها , ويستطيع بعد ذلك أن يتبين ما يمتاز به كل مؤلّف، وكيف يبني هو كتبه محققاً ما توصل إليه غيره من إيجابيات , ومجتنباً ما وقعوا فيه من سلبيات, ويكون في هذه المرحلة ابتدأ من حيث انتهى الآخرون .


وهذه المرحلة تمدّ المعدّ بأداة تمكّنه من الدخول في مرحلة الإعداد الفعلي وقد تشبع بما يعينه على حسن بناء مادته اللغوية , وكيف يعالج القضايا المختلفة بتسلسل وانسيابية .


وينبغي للكاتب أن يجري بعض الدراسات الأساسية في هذه المرحلة، ويقصد بالدراسات الأساسية هنا، ما يجريه المؤلف أو يستعين به من دراسات سابقة على تأليف الكتاب تساعده في إعداده على أسس علمية وليس مجرد آراء خاصـة وتصورات ذاتية . ومن هذه الدراسات :


إجراء دراسـة لتحديد مستوى سهولة وصعوبة لغـة بعض النصـوص . وبعبارة اصطلاحية : تحديد مقروئية النصـوص التي تعرض في الكتاب .


تحديد المواقف اليومية التي يتوقع أن يمر بـها الدارسـون ، والتي يحتاجون ممارسـة اللغة العربية فيها. (رشدي أحمد طعيمـة ، 27 ) .


تحـديد نوع المفـردات المناسبة للدارسين . [1]


تحديد مستوى سهولة وصعوبة لغة بعض النصوص ( ويقصد بـها انقرائية الكتاب ) .


تحديد أنواع التراكيب اللغوية الشائعـة في الكتابات التي يستخدمها الدارسـون أو التي تشيع في الكتابة العامـة .


دراسـة المشكلات الصوتية التي يواجهها الدارسـون في نطـق الأصوات الجديدة .


تحديد المفاهيم الثقافية والملامـح الحضارية التي يجب أن يشتمـل عليها الكتاب .


دراسـة خصائص الدارسين والجوانب النفسية المختلفـة عندهم ( مـثل اتجاهاتهم نحو تعلم اللغـة العربية ، دوافعهم من ذلك ، مشكلاتهم فيها ، ميولهم نحـو الموضوعات المختارة للكتاب، قدراتهم اللغوية ... الخ ) .


دراسـة خصائص المجتمع الذي سيجري تدريس الكتاب فيه ، وإلى أي مـدى تساعد ظـروفه على تعلم اللغة العربية ، هل هو مجتمع عربي ؟ هـل هو مجتمع أجنبي ؟ هل هو مجمع مسلم غير عربي ؟ هل هو مجتمع ثنائي اللغة ؟ تسـود فيه العربية ولغة أخرى ؟ هل هو مجتمع مفتوح يتيح الفرصـة للاختلاط بجنسيات مختلفة من بينـها العرب ؟ وما إمكانيات ذلك؟ إلى غير ذلك من أمور تتعلق بالبيئة التي سيدرس فيها الكتاب . [2]


· دراسـة كتب تعليم اللغة العربية للأجانب دراسـة علمية تحليلية تقويمية ، للاستفادة من الجوانب المضمنة فيها ولسـد الثغرات وجوانب القصـور التي وقعت فيها ، ويمكن الاستفادة من هذه الدراسـة في الجوانب الآتية :


المفردات المستخدمة ، أسلوب تقديمها والتصاعد بـها ، نظام تكرار الكلمـة في الدرس الواحد وفي بقية الدروس ، المفردات المشتركة بين الكتب ، أسلوب عرض التراكيب اللغوية ، أنواع التدريبات والتمارين المستخدمة ، الموضوعات والمحاور الثقافية والحضارية التي دارت حولـها أساليب المعالجة والتناول .


· دراسـة وتحديد الثـروة اللفظـية الأساسية التي سيستند إليها الكتاب وهذا يقتضي إعداد قائمـة بالمفردات الأساسية الشائعـة والضـرورية ، ولما كانت اللغة العربية حتى الآن ليس لها قائمـة مفـردات أساسية متّفق عليها، ولما كان القيام بهذا العمل من شأنه أن يستغرق عدة سـنوات ويتطلب جهوداً كبيرة ومتعددة فإن الأمر يتطلب منا ألا نقف مكتوفي الأيدي وأن نبدأ في البحث عن بدائل تستوفي – وبقدر الإمكان – بعض الاتجاهات العلمية. [3]


ويمكن أن نضيف إلى ذلك ما يمكن أن تقدمـه لنا الدراسات المعجمية حول المفـردات العربية الشائعـة في اللغات الأخـرى، خاصـة القدر المشترك بين هذه اللغات من هذه المفـردات (أننا نرى أن البدء باستخدام هذا القدر المشترك من الألفاظ العربية الشائعة من هذه اللغات أمر نجني من ورائه الكثير من الخير ) ( رشدي أحمد طعيمـة 9 ) إن البـدء بما يعرفه المتعلم في لغته من كلمات عربية يعـد أمراً مقبولاً ومدخـلاً تعليمياً ، إلا أن هذا لا يمنع من أن ننطلق بعد ذلك في استخـدام مفرداتنا الأساسية الشائعـة الضرورية المحورية .


§ دراسـة المشكلات والصعوبات المتصـلة بتعلم مهارات اللغـة ، والتي يمكن أن تجابه المتعلمين، إما نتيجة لصعوبة في لغتنا ، أو لاختلاف بين لغـة الدارس واللغة العربية ... الخ. ومما يساعدنا في التعرف على هذه المشكـلات والصعوبات الدراسات المقارنة والتقابلية ، ودراسات الأخطـاء الشائعـة واستخدام منهج تحليل الأخطـاء ، ذلك أن مثل هذه الدراسات تعتبر أساساً لا ينبغي إهماله عند تأليف كتب تعليم العربية للناطقين بغيرها ( فمن أول الأسس التي يعتمد عليها وضـع الكتاب المدرسي الدراسات التقابلية بين اللغة العربية واللغـة الناطق بـها من يتعلم العربية من حيث الأصوات والتراكيب ) (إبراهيم الحاردلو 1). هذا إذا كان الكتاب يؤلّف لدارسين ينتمون إلى ناطقين بلغة واحدة.


لقـد لوحظ مثـلاً أن الدارس الأجنبي يجد صعوبة في النعـت وإثباته بعد المنعوت ، واتفاقه معه في العدد والجنس والإعـراب ... الخ ، ويجد صعوبة في الإتيان بالجمـع والمثنى من المفرد عندما يطلب منه ذلك، بينما يمكنه التعرف عليها أثناء القـراءة بسهولة . وهناك صعوبات الكتابة المتصلة بالتعرف على الأشكال المختلفة للحـرف ، والتمييز بين الحروف المتشابهة في الشكل المختلفة في عـدد ما يوضـع عليها أو تحتـها من نقاط ، والتمييز بين الحركات الطويلة والقصـيرة، وتعلم المفردات والاحتفاظ بـها وإدراك الأسمـاء المركبة ، والتركيب المزجي والتنوين ... الخ مما لا يمكن حصره الآن ويحتاج إلى إجـراء دراسات تقابلية ودراسات للأخطـاء الشائعة ، ولعل الكاتب ومعدّ المادّة العلمية لا نبدأ من فـراغ فلديه دراسات نعتقد أنـها في متناول اليـد تناولت بالدراسـة التقابلية اللغـة العربية وكثيراً من اللغات الأخـرى على المسـتوى الصوتي والمستوى النحـوي والصـرفي . [4]


بناء الكتاب


لابد لكل معد أن يضع لنفسه مخططاً يسير عليه في بناء كتبه , ويشمل هذا المخطط نظامه في تقسيمه إلى وحدات ودروس , كما يشمل هذا المخطط مفردات المنهج وكيف ترتب . والمتتبع لما هو موجود من كتب بالساحة وكيف بناها أصحابها يجد بينهم اختلاف كبير .


وكتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها تختلف في طريقة بنائها ومعالجتها للنواحي اللغوية والثقافية، ونجد من أنظمتها في هذا البناء :


§ نظام الوحدات، بحيث يكون الكتاب مكوّنا من عدد من الوحدات :


§ وحدة الموضوع :


§ معالجة مهارة واحدة أو عنصر واحد في كلّ وحدة.


§ معالجة أكثر من مهارة أو عنصر.


§ وحدة المعالَج من مهارة أو عنصر.


§ نظام الدروس، بحيث يكون الكتاب مبنيا على عدد من الدروس:


§ معالجة عنصر أو مهارة في كلّ درس.


§ معالجة أكثر من عنصر أو مهارة في كلّ درس.


§ نظام الوحدات والدروس، بحيث يكون الكتاب مكونا من عدد من الوحدات ، وتكون الوحدات مكوّنة من عدد من الدروس.


§ الموضوع الثقافي واحد.


§ الموضوع الثقافي متعدّد.


§ معالجة عنصر لغوي واحد أو مهارة لغوية واحدة في كلّ درس.


§ معالجة أكثر من عنصر لغوي واحد أو أكثر من مهارة لغوية واحدة في كلّ درس.


§ نظام السّرد ، بلا وحدات ولا دروس :


§ معالجة العناصر والمهارات اللغوية فرادى.


§ معالجة العناصر والمهارات اللغوية مختلطة.


نصوص الكتاب :


نجد تفاوتا بين الكتّاب في عرضهم لنصوص الكتاب المعدّ لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والذي يمكن أن يعبّر عنه بالمحتوى الثقافي أو القوالب التي تعرض العناصر اللغوية والمهارات اللغوية من خلالها، وعلى العموم هذه النصوص لا تخلو من أن تكون:


§ حوارية.


§ قطعا قرائية.


§ حوارية وقطعا قرائية.


§ جملا وأمثلة مختلفة.


وهذه النصوص يختارها بعض الكتّاب :



§ نصوصا أصلية : ليست من صنع معدّ المادّة اللغوية لغير الناطقين بالعربية، ولكنّها مما أعده الآخرون لغير غرض تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها , وكاتبها لم يكتبها لتعليم غير العرب.


§ ويؤلّفها بعض الكتّاب ويصنعها خاصّة لمادّته؛ فيكيّفها حسب ما يريد من سهولة وصعوبة، ويختار مفرداتها وتراكيبها بما يتمشّى مع منهجه والتدرّج الذي يسير عليه؛ من مراعاة للجوانب الثقافية ، ومراعاة لما يحقّق أهداف الدارسين.


§ نصوصا أصليّة مع بعض التعديل والتغيير بما يتماشى مع منهج المؤلّف في بناء المفردات والتراكيب وغيرها. وهذا التدخل والتغيير قد يكون كثيرا حتى يحيل النص من أصلي إلى مصطنع , وقد يكون التغيير قليلا بحيث تبقى للنص الأصلي معالمه الأساسية.


§ وقد يجمع بعضهم بين النوعين ، فيؤلّفها ويصوغها بنفسه للمستويات الأوّلية، ويختارها أصليّة للمستويات المتقدّمة .


والنصوص الأصلية يمكن أن تفيد مع الطلاب المتقدمين في اللغة , وفي القراءة الموسعة أو الحرّة, بينما يضعف الاعتماد عليها مع الطلاب المبتدئين , وفي القراءة المكثفة ؛ وذلك لما يبدو فيها من عدم التمشي مع خطة ومنهج معدّ مادة تعليم اللغة في ضبطه للمفردات وللتراكيب وغيرها وانسيابية تقديمها.


وقد يبدو من النظرة الأولى في بعض النصوص الأصلية السهلة أنها صالحة لمادة العرض في كتب تعليم اللغة لغير أهلها , وإذا ضبط معدّ المادّة التعليمية مفرداتها وتراكيبها قد يجدها لا تتمشى مع خطته في عدد المفردات أو في نوع التراكيب لطفرة كبيرة في العدد أو في النوع ؛ فيلجأ إلى التدخل في هذا النص ومحاولة التخفيف من مفرداته أو التسهيل لتراكيبه.


مصاحبات الكتاب


يعدّ كتاب الطالب هو الكتاب الأساس الذي تدور حوله بقيّة الموادّ المصاحبة له والداعمة له، وبعض معدّي موادّ تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها يكتفون به، ولكنّ الاتجاه الصحيح في إعداد مواد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها هو الذي يضيف إلى كتاب الطالب مواد مصاحبة ؛ ككتب التدريبات والتمارين، والتسجيلات الصوتية، والأقراص المدمجة ، والوسائل المعينة لتدريس الكتاب، ومرشد المعلم ، والمعجم.


كتاب التمارين التحريرية :


وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة من التمارين المتدرجـة التي تختص كل مجموعة منـها بدرس أو قسم معيّن من دروس المـادة الأساسية أو أقسامها، وتهدف هذه التمارين إلى إعطاء التلاميذ مزيداً من التدريب على استعمال مفردات الدرس وتراكيبه اللغوية ، وتعزيز مفردات الدروس السابقة وتراكيبـها اللغوية. ويقوم الطـلاب عادة بالإجابة عن هذه التمارين في البيت ، والتأكد من صحة إجابتهم في الصـف مع المدرس أو بمقارنة إجاباتهم مع الإجابات الصحيحة الموجودة في كتاب التمارين التحريرية ذاته.


كتاب التمارين الصوتية :


مادمنا نروم تعليم اللغة العربية بوصفها لغة حية وأداة للاتصـال الشفهي فلا مندوحة من تدريب الطـلاب على سماعها والتحدث بـها . ومن أفضل الوسائل التي تعين على تحقيق ذلك التمارين الصوتية التي تستخدم في مختبر اللغة أو حتى في الصف أو البيت باستعمال مسجل اعتيادي . وتتخذ هذه التمارين الصوتية تمارين المادة الأساسية منطلقاً لـها ثم تضيف إليها تمارين متنوعة تشتمل على مفردات الدرس وتراكيبه اللغوية . والفرق بين كتاب التمارين الصوتية وكتاب التمارين التحريرية يكمن في طبيعة التمارين الصوتية ، إذ أنّ بعض أنـواع التمارين لا تصلح للاستعمال في مختبر اللغـة أو بواسطـة المسجل ، ومن هذا الضـرب تمارين الترجمـة أو ملء الفـراغ أو المطابقـة . وقد يستعمل كتاب التمارين الصوتية المدرس وحده أو المدرس والطـلاب طبقاً للطريقة التي يتبعها الكتاب المدرسي . [5]


المواد السمعية :


وهي تتنوع أغراضها فمنـها ما يعالج الأصوات ، ومنـها ما يعالج التراكيب اللغوية ومن ثم الاستماع مع الفهم ، ومنـها ما يعالج الاستماع بسمـاع اللغـة ، ومنـها ما يقوم على الحوار ... الخ. على أن تؤخذ مادة التسجـيلات من مادة الكتاب أو ما يأتي في كتاب التطبيقات وعلى أن يتوافر لهذه التسجـيلات فنيون في معامـل اللغات وأيضاً ناطقون ممن تتميز أصواتهم بالجودة والدقـة. هذا وقد يقتضي الأمر إعداد تسجـيلات بمواد إضافية وجديدة حسبما يرى المختصـون من لغويين وتربويين بل ربما يصل الأمر إلى أن تحمل هذه التسجـيلات مواقف صوتية لغـوية وغير لغوية من الثقافـة العربية والإسـلامية . [6]


الوسيلة المعينة للكتاب المدرسـي :


يحسن استعمال نوع من الوسـائل البصرية في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها خاصـة في المراحـل الأولى منه ، وأن تكـون هذه الوسائل البصرية مصحوبة بأصوات مسجلة . وهذا هو الأساس فيما ندعوه بالاتجاه السمعي – البصري الذي لا يرتبط في واقع الأمر بطريقة معينة من طرائق تعليم اللغات الأجنبية ، وإنما يمكن أن توضـع المواد السمعية البصرية وفقاً لمبادئ الطريقة التعليمية التي نتبناها في الكتاب المدرسي . [7]



مرشـد المعلم :


نحن نعلم أن الكتاب الأساسي قد يستخدم في شكل تعليمي نظامي (فصول)، وقد يستخدم في تعلم ذاتي وحـر ... الخ ، كما نعلم أنه قد يستخدمه معلم من أبناء العربية ، وقد يستخدمه معلم للغة العربية ليس من أبنائها وفي كل الأحـوال ينبغي أن يرافق الكتاب دليل للمعلم هذا الدليل الذي ما زلنا نفتقده بالشكـل العلمي في تعليمنا الوطني العام في العالم العربي مع أهميته البالغة والدور العظيم الذي يقوم به مساعدة للمعلم في تجويد عملية التعليم والتدريس . ولعـل دليل المعلم يزداد أهمية وخطـورة فيما يتصل بتعليم اللغـة العربية للأجانب ، من هنا يجب أن تكون لنا نظرة جـادة لهذا الدليل ، والحقيقة أنه لكي نعطي هذا الدليل حقه من الاهتمام يتطلب الأمر دراسـة أخرى لوضع خطـة . وينبغي أن يحتوي الدليل على الأساسيات الضرورية للمعلم وما ينبغي أن يلم به من الجانب النظـري. [8]


ومعروف أن معلم اللغة العربية لغير الناطقين بـها إمّا أن يكـون من أبناء لغـة الضـاد أو من غيرهم. وفي كلتا الحالتين يكون لمرشد المعلم دور هام وفائـدة لا غنى عنـها . فالمعلم غير المؤهل تأهيلاً تربوياً ولغوياً كاملاً سواء أكان عربياً أم غير عربي بحاجـة لمرشد المعلم ليستفيد من الأساليب المختلفة الخاصـة بتدريس الأصـوات والمفردات والتراكيب اللغوية وغيرها . كما أن معلم العربية غير المتمكن منـها والذي يلقى صعوبة في تكوين الجمـل اللازمـة لطـلابه يجد في مرشد المعلم ما يعينه على تقديم الدرس للطـلاب ويحسن من مهاراته اللغوية . [9]


المعجـم :


وهو معجم يرافق الكتاب ويتضمن مجموعة من المفردات الأساسية المناسبة لكي تكون رصيداً لغوياً يلم به المتعلم ليعينه أولاً على دراسـة الكتاب بشكل أعمق وأوسـع ، ويعينه ثانيـاً على تنمية ثروته اللغوية . وأقترح أن يكون منطلق هذا المعجم من الكتاب فتقدم معانيها المترادفـة والتي لم يقدمها الكتاب هذا من جانب ومن جانب آخر يقدم المعجم المفـردات التي تنتمي إلى أسـرة واحدة منبثقـة من الكتاب مثل كلمـة ( أب ) ، ( أم ) ويقدم المعجم كلمتي والد ووالدة ثم نرى الكلمات التي تنتمي إلى هذا المجـال ولم يقدمها الكتاب لنضعها في المعجم مثل عم وعمـة ، وخال وخالة ... الخ . ومن أمثال ذلك مفردات الزمن والألوان والأطعمة وأدواتـها ، والجسم ، والحيوانات والنباتات والمدرسة والعد والتقدير ، ويمكن أن يأخذ شكـلاً منطقياً متدرجـاً ويحتاج إلى مجموعـة من خبراء المعاجم لإعداده في ضـوء مادة الكتاب وما ترى إضافته . [10]









[1] دليل عمل في إعداد المواد التعليمية لبرامج تعليم العربية د. رشدي أحمد طعيمة ص 32


[2] الكتاب الأساسي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى إعداده تحليله تقويمه د. محمود الناقة و د. رشدي طعيمة ص 135-136


[3] وقائع ندوات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها ص 248-249


[4] الكتاب الأساسي لتعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى إعداده تحليله تقويمه د. محمود الناقة و د. رشدي طعيمة ص 261-264


[5] السجل العلمي للندوة العالمية الأولى لتعليم العربية لغير الناطقين بها ، الجزء الثاني ، ص 71-108


[6] وقائع ندوات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها ص 276


[7] السجل العلمي للندوة العالمية الأولى لتعليم العربية لغير الناطقين بها ، الجزء الثاني ، ص 84


[8] وقائع ندوات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها ص 273


[9] السجل العلمي للندوة العالمية الأولى لتعليم العربية لغير الناطقين بها ، الجزء الثاني ، ص 71-108


[10] وقائع ندوات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بـها ص 277

تدريس الاستماع

Hasanudin

يتجه تعليم اللغة في الوقت الحاضر إلى إكساب المتعلم المهارات اللغوية «الاستماع، الكلام، القراءة، الكتابة» في مختلف المراحل الدراسية.

ويقصد بالاستماع هنا الاستماع الإيجابي الهادف الذي يقوم به المتعلم من أجل تحقيق أهداف منشودة كفهم المسموع والتمييز بين الأصوات أو الإجابة عن بعض الأسئلة.إن معرفة الدور الذي لعبه الاستماع في نمو الحياة الإنسانية ونقل الثقافة قبل أن تظهر الكتابة يؤكد ما له من دلالة اجتماعية وتاريخية.ومما يبرهن على أهمية الاستماع أن الطفل يتعلم التحدث بطلاقة اللغة التي يسمعها بصرف النظر عن جنسه أو قوميته، والمنهج المدرسي بحاجة إلى أن يتضمن مهارات الاستماع .

إن إهمال الاستماع في المنهج المدرسي يؤدي إلى ضرر بالغ فالمهارة في الاستماع تتصل اتصالاً وثيقاً بالكفاءة في عديد من الميادين الأكاديمية .ويعد الاستماع جزءاً أساسياً فى برامج تعليم اللغة في الدول المتقدمة خصوصاً بعد أن كشفت بعض الدراسات أن طلاب المدرسة الثانوية يخصصون في بعض البلاد 45% من الوقت للاستماع. وبرهنت دراسة أخرى أن الإنسان العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال ما يستغرقه في القراءة ؛ ولهذا يعد الاستماع أمراً مهماً في العملية التعليمية لأن الطلاب يستمعون إلى شرح معلمهم ويتابعون إجابة زملائهم كما يستمعون إلى الندوات والمحاضرات والخطب.ويقول الحكماء إن أول العلم الصمت والثاني الاستماع والثالث الحفظ والرابع العقل والخامس نشره.

مفهوم الاستماع :

يعد الاستماع إحدى القنوات التي تمر فيها المعلومات إلى المستمع ، فهو من المهارات الرئيسة في حياتنا، وهو من وسائل التعلم التي تساعد المتعلم على تلقي المعلومات .ويقصد بالاستماع : " يعني الإنصات والفهم والتفسير والنقد وتعرف بالرموز المنطوقة وفهمها وتفسيرها والحكم عليها.

وفترة الاستماع تعد فترة حضانة لبقية المهارات اللغوية لدى الطفل، إذ إن المتحدث يعكس في حديثه اللغة التي يستمع إليها في البيت والبيئة.كما أن أداء المتحدث ولهجته وطلاقته تؤثر في المستمع وتدفعه إلى محاكاة ما استمع إليه.

يقول «دافيد راسل» إن الرؤية يقابلها السماع، والقراءة يقابلها الإنصات، ويدلل على ذلك بأن الأطفال يسمعون صافرة القطار وصوت الطائرة وضوضاء السير بدون نشاط إيجابي، لكنهم يستمعون إلى الأخبار المألوفة والأناشيد بإيجابية ونشاط،أما حين يستمعون لشرح معلمهم وتوجيهاته فإنهم ينصتون لأنهم يستمعون بفهم وتفسير وتذوق ونقد .

والاستماع هو الأساس في التعلم اللفظي في سنوات الدراسة الأولى والمتخلف قرائياًَ يتعلم من الاستماع أكثر مما يتعلم من القراءة.والمستمع الجيد يتمكن من التمييز بين أصوات الحروف فيستطيع كتابتها وكتابة كلماتها صحيحة.

ويعد الاستماع أحد فنون اللغة الأربعة، ويأتي في المرتبة الأولى ويليه الحديث ثم القراءة والكتابة.

هذا ويتركز الاستماع في تحصيل الأفكار عن طريق الأذن التي تترجم الكلمة المسموعة ، ويرى بعض المربين أن الاستماع نوع من القراءة، لأنه وسيلة إلى الفهم وإلى الاتصال اللغوي بين المتكلم والسامع، فشأنه في ذلك شأن القراءة التي تؤدي إلى هذا الفهم .

وإذا كانت القراءة الصامتة قراءة بالعين والقراءة الجهرية قراءة بالعين واللسان، فإن الاستماع قراءة بالأذن تصحبها العمليات العقلية التي تتم في كلتا القراءتين الصامتة والجهرية .

الفرق بين السماع والاستماع والإنصات:

السماع مصدر سمع ويعني مجرد السماع إلى أي صوت سواء كان بإرادة السامع أم بغير إرادته، والسماع يعني إدراك الصوت بحاسة الأذن وهو شيء فطري لا يحتاج إلى مهارات خاصة ولا يتطلب أن يتعلمه الشخص . ويقصد به مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباهاً مقصوداً فهو عملية إدراك للإشارات أو الألفاظ المنقولة عن طريق الأذن والتي تكون جملاً تحمل دلالة معينة . فهو عملية إنصات إلى الرموز المنطوقة ثم تفسيرها، فالاستماع إذن هو تعرف الرموز بالأذنين وفهم وتحليل وتفسير ونقد وتقويم للأفكار والمعاني التي تثيرها الرموز المتحدث بها . ولهذا فإن الاستماع مهارة أعقد من السماع لأنه عملية يعطي فيها المستمع اهتماماً خاصاً وانتباهاً مقصوداً لما تتلقاه أذنه من أصوات . والفرق إذن بين الاستماع والإنصات فرق في الدرجة وليس في طبيعة الأداء.إن الإنصات هو تركيز الانتباه إلى ما يسمعه الإنسان من أجل هدف ما محدد أو غرض يريد تحقيقه فهو أعلى مرتبة لأن فيه تركيزاً أكبر من الانتباه والإصغاء من أجل هدف محدد ، لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاستماع للفهم والتدبر وبالإنصات للخشوع عند سماع القرآن الكريم ، قال تعالى : { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون } (الأعراف204 ) .

والسماع وفق ما ذكر أمر لا يتعلمه الإنسان والمهارة التي ينبغي أن تعلم هي الاستماع، وذلك أن الإنصات مهارة يستطيع الفرد اكتسابها بإجادته مهارة الاستماع . وبهذا يكون الاستماع موجهاً أما السماع فلا يكون موجهاً، لأن الإنسان يسمع في حياته اليومية أصواتاً كثيرة ولكنه لا يأبه بها.

أما ما يريد الإنسان أن يستمع إليه، فإنه سينصت ويركز عليه وسيطوع الذبذبات الصوتية التي تلقاها ويتدبر ويمعن فيها لأن الاستماع إرادي والسماع نشاط لا إرادي.

أهمية الاستماع:

يعد الاستماع من الأمور التي يجب الاهتمام بها في مختلف مراحل التعليم، وللاستماع أهمية كبيرة في حياتنا لأنه الوسيلة التي يتصل بها الإنسان في مراحل حياته الأولى بالآخرين، وعن طريقه يكتسب المفردات ويتعلم أنماط الجمل والتراكيب ويتلقى الأفكار والمفاهيم وعن طريقه أيضاً يكتسب المهارات الأخرى للغة كلاماً وقراءة وكتابة.

إن الاستماع الجيد شرط لحماية الإنسان من أخطاء كثيرة تهدده، وهو عماد كثير من المواقف التي تستدعي الإصغاء والانتباه، كالأسئلة والأجوبة والمناقشات والأحاديث وسرد القصص والخطب، وفيه تدريب على حسن الإصغاء وحصر الذهن ومتابعة المتكلم وسرعة الفهم. وللاستماع أهمية قصوى في عملية التعليم أكثر من القراءة لأن الكلمة المنطوقة وسيلة لنقل التراث الثقافي .

ونظراً لعدم التدريب على مهارة الاستماع نجد كثيراً من المتعلمين يستمعون ولكن قدرتهم على الفهم ضعيفة، فهم قادرون على إدراك الأصوات وإدراك متابعة الأصوات دون فهم تفسير لها.

ويشكو كثير من المعلمين عجز طلابهم عن متابعتهم والكتابة وراءهم وقد يكون لهذا أسباب كثيرة، ولكن من الأسباب القوية التي لا يمكننا تجاهلها هي أن كثيراً من الطلاب لم يعدوا لهذه المواقف الاستماعية الطويلة. ولم يتعهدهم أساتذتهم بالتدريب على الاستماع وتلخيص ما يسمعون.

أهداف تعليم الاستماع:

يهدف تدريس الاستماع إلى تحقيق ما يلى :

- تنمية قدرة التلاميذ على متابعة الحديث وعلى التمييز بين الأفكار الرئيسة والثانوية.

- تنمية اتجاهات احترام الآخرين وأخذ أحاديثهم باعتبار شديد.

- تنمية قدرة التلاميذ على فهم التعليمات.

- تحصيل المعرفة من خلال الاستماع.

- المشاركة الإيجابية في الحديث.

- الاحتفاظ مدة كافية بما يستمعه التلميذ لكي يسترجعه كلما دعت الحاجة إليه.

- تشجيع التلاميذ على التقاط أوجه التشابه والاختلاف بين الآراء.

- تنمية قدرة التلاميذ على تخيل الأحداث التي يحكى عنها.

- تنمية قدرة التلاميذ على استخلاص النتائج من بين ما يسمعونه.

- تدريب التلاميذ على تحليل ما يسمعونه وتقويمه في ضوء معايير محددة.

- تدريب التلاميذ على الانتباه وحسن استخدام الإذاعتين المسموعة والمرئية.

- تنمية قدرة التلاميذ على استخدام السياق في فهم الكلمات وإدراك أغراض المتحدث.

مهارات الاستماع:

يتضمن الاستماع على العديد من المهارات يمكن إيجازها على النحو التالى :

أولاً: مهارة الفهم:

تحتاج مهارة الفهم إلى الاستعدادات التالية:

- الاستعداد للاستماع بفهم.

- القدرة على التركيز وحصر الذهن.

- القدرة على المتابعة وعدم الانشغال بأشياء تصرف المستمع عن إدراك المراد.

- القدرة على التقاط الفكرة العامة ومعرفة غرض ما قيل.

ثانياً: مهارة الاستيعاب:

وتحتاج إلى الاستعدادات التالية:

- القدرة على فهم الأفكار في النص المسموع.

- المهارة في إدراك الروابط بين الأفكار.

- المهارة في تحليلها إلى أفكارها الجزئية.

ثالثاً: مهارة التذكر:

وتحتاج للاستعدادات التالية:

- القدرة على معرفة الجديد في النص.

- القدرة على ربط النص بخبرة سابقة تساعد في استدعاء الفكرة بسهولة.
- القدرة على الاحتفاظ الذاكري لما يُسمع.

رابعاً: مهارة التذوق:

وتحتاج إلى الاستعدادات التالية:

- القدرة على حسن الاستماع والمشاركة الفكرية الوجدانية لما يُستمع إليه.

- القدرة على تمييز مواطن القوة والضعف في النص.

- القدرة على توظيف المسموع أو الانتفاع به في الحياة.

ولابد أن يدرب المعلم تلاميذه على هذه المهارات لأن منهم من لا يستطيع ملاحظة الأصوات بدقة، ومنهم من لا يستطيع متابعة الأفكار، ومنهم من لا يدرك العلاقات التي تربط بين الأفكار، ومنهم من لا يكتشف الجانب الوظيفي والتطبيقي لما يقال، وكلما نمت هذه المهارات نمت معها مهارات الحديث والاستعداد للقراءة.

تنمية مهارة الاستماع :

1) ينبغي أن يكون المعلم نفسه قدوة للتلاميذ في حسن الاستماع ، فلا يقاطع تلميذاً يتحدث ولا يسخر من طريقة حديثه .

2) ينبغي أن يختار المعلم من النصوص والمواقف اللغوية ما يجعل خبرة الاستماع عن التلاميذ ممتعة يطلبون تكرارها .

3) ينبغي للمعلم أن يهيئ التلاميذ للاستماع الجيد بتوضيح طبيعة المادة التي سوف يلقيها عليهم أو التعليمات التي سوف يصدرها مبيناً لهم المطلوب مثل التقاط الأفكار أو متابعة سلسلة من الأحداث مثلاً

4) يمكن في بعض دروس القراءة أن يقرأ المعلم على التلاميذ قصة أو موضوعاً شائقاً جديداً يستمعون إليه ثم بعد ذلك يناقشهم مناقشة شاملة ودقيقة لما استمعوا إليه أو يكلفهم كتابة ملخص لما استمعوا إليه في كراس التعبير مثلاً .

5) كما يمكن في حصة القراءة مثلاً أن يطلب المعلم من التلاميذ تصحيح الخطأ في قراءته النموذجية ثم يتعمد أن يخطئ في بعض الكلمات ليكتشف مدى قدرة التلاميذ على الاستماع الجيد .

6) في حصة الإملاء يستمع التلاميذ للموضوع بتركيز شديد ثم يناقشهم فيه قبل إملائه عليهم .

7) كما يمكن في حصة الإملاء أيضاً أن يملي المعلم على التلاميذ سطراً مثلاً مع عدم تكرار الكلمات مما يجذب انتباههم أكثر. ثم في المرة التالية سطرين ، ويتدرج في المقدار والسرعة حتى يستطيع أن يكمل إملاء قطعة كاملة ، ويستحسن في هذه الطريقة تقسيم القطعة إلى جمل صغيرة، وترك فترة كافيه للتلميذ ليتذكر ما قيل ، وكتابته .

8) في درس التعبير يلقي المعلم قصة ثم يناقش التلاميذ شفوياً أو يكلفهم تلخيصها أو كتابة نهاية لها مثلاً أو اختيار عناناً مناسباً لها .

9) كما يمكن في حصة التعبير تكليف التلاميذ كتابة ملخص لخطبة الجمعة السابقة للحصة ، مع ذكر بعض الأدلة التي أوردها الخطيب .

10) كما يمكن للمعلم أن يناقش التلاميذ فيما استمعوا إليه في الإذاعة المدرسية ، ووضع حوافز مادية أو معنوية لذلك .

11) كما يمكن في حصة التعبير أيضاً أن يدير المعلم جهاز التسجيل ، ويسمع التلاميذ حواراً بين عدة أشخاص ثم يناقشهم فيما استمعوا إليه من قبل كل شخصية .

12) في بعض الحصص ينبغي للمعلم عند توجيه الأسئلة الشفوية ومناقشة التلاميذ شفوياً أن لا يكرر إلقاء السؤال ، وأن يكتفي بتوجيهه مرة واحدة ، لتدريب التلاميذ على الاستماع الجيد لما يقوله المعلم.

خطوات تدريس الاستماع :

لابد أن يتم تدريس الاستماع بطريقة علمية منظمة تسير وفق خطوات مرسومة وهادفة ويمكن أن ترتب الخطوات كما يلي :

- تهيئة التلاميذ لدرس الاستماع:وتتضمن هذه التهيئة أن يبرز المعلم لهم أهمية الاستماع، وأن يوضح لهم طبيعة المادة العلمية التي سوف يلقيها عليهم أو التعليمات التي سوف يصدرها، وأن يحدد لهم الهدف الذي يقصده، أي يوضح لهم مهارة الاستماع التي يريد تنميتها عندهم.

- تقديم المادة العلمية بطريقة تتفق مع الهدف المحدد، كأن يبطئ في القراءة إن كان المطلوب تنمية مهارات معقدة أو أن يسرع فيها إن كان المطلوب تدريب التلاميذ على اللحاق بالمتحدثين سريعي الحديث وهكذا .

- على المعلم أن يوفر للتلاميذ من الأمور ما يراه لازماً لفهم المادة العلمية المسموعة، فإذا كان فيها كلمات صعبة أو اصطلاحات ذات دلالات معينة أوضحها، والمهم أن يذلل المعلم أمام التلاميذ مشكلات النص بالطريقة التي تمكنهم من تناوله.

- مناقشة التلاميذ في المادة التي قرئت عليهم أو التعليمات التي أصدرها ويتم ذلك عن طريق طرح أسئلة محددة ترتبط بالهدف المنشود.

- تكليف بعض التلاميذ بتلخيص ما قيل وتقديم تقرير شفهي لزملائهم.

- تقويم أداء التلاميذ عن طريق إلقاء أسئلة أكثر عمقاً وأقرب إلى الهدف المنشود مما يمكن من قياس مستوى تقدم التلاميذ بخصوصه.

توجيهات هامة لتدريس الاستماع:

عند تدريس الاستماع يحتاج المعلم إلى التعرف على الاستراتيجية التي يعرض فيها درس الاستماع على طلابه ولهذا يحتاج المعلم إلى ما يلي :

- أن يكون المعلم قدوة لطلابه في حسن الاستماع فلا يقاطع تلميذاً يتحدث ولا يسخر من طريقة حديثه.

- أن يخطط لحصة الاستماع تخطيطاً جيداً فهي تحتاج إلى إعداد مسبق.

- أن يختار من النصوص والمواقف اللغوية ما يجعل خبرة الاستماع عند الطلاب ممتعة ويطلبون تكرارها.

- أن يهيئ للطلاب إمكانات الاستماع الجيد كأن يعزل مصادر التشتت أو يستخدم وسائل معينة كالمذياع أو التلفاز أو المسجل.

- ألا يقتصر الاستماع على خط واحد من خطوط الاتصال مثل أن يكون بين المعلم والطلاب فقط وإنما يجب أن يتعدى هذا إلى طالب وطالب.

- أن يحدد المعلم عند التخطيط لدرس الاستماع بوضوح نوع المستمع الذي يريد إيصال الطلاب إليه، أي أن يحدد بدقة نوع المهارات الرئيسة والثانوية التي يريد إكسابها للطلاب.

- أن يكون موضوع الاستماع متمشياً مع ميول الطلاب ورغباتهم.

- أن يوضح المعلم لطلابه الهدف من النشاط الذي يجري فيه درس الاستماع.

ومع هذا فلابد أن يجعل المعلم درس الاستماع ممتعاً وساراً يقبل عليه الطلاب بشغف ورغبة . ويكون مصحوباً بأنشطة مناسبة لمستوى الطالب وتبدو مهارة المعلم في إيجاد الفرص الحية والمناسبات التي تجعل الطالب يستمع برغبة وشوق دون ملل أو ضجر . العوامل المؤثرة في تنمية الاستماع هناك العديد من العوامل التى من شأنها أن تساعد على فعالية الاستماع الجيد وتؤثر فيه، فالسمع هام للاستماع كأهمية الرؤية للقراءة. فإذا كان سمع الطالب ضعيفاً وجب علاجه أو تزويده بما يعوض هذا الضعف، وللضوضاء دور أيضاً في جعل الاستماع سلبياً حيث يتشتت ذهن الطالب ولا يستمع جيداً .

ويمكن تنمية الاستماع عند الطلاب بما يلي:

- وضع الطلاب في الأماكن الملائمة وضبط النظام والتقليل من الضوضاء.

- ربط المادة المقروءة أو الملقاة على مسامعهم بخبرات الطلاب السابقة مع توضيح معاني الكلمات الجديدة والغامضة وإلقاء الأسئلة المثيرة.

- مساعدة الطلاب على إدراك الهدف من الاستماع والرغبة فيه سواء أكان الهدف هو الاستماع أم التوصل إلى إجابات عن أسئلة معينة أم تحديد الأخطاء الواردة فيما يلقى من الأفكار.

- مساعدة الطلاب بجعل المادة المسموعة ملائمة لمستوى نضجهم ومدى انتباههم لها ومعرفة خبراتهم السابقة.

- إعادة ما سمع وتلخيصه وشرحه.

- تقويم الموضوعات المسموعة.

- حث الطلاب على الإصغاء الهادف والتعامل مع الآخرين بوعي تام.

- تحديد بعض البرامج الإذاعية الملائمة لمستوى المستمعين.

- مساهمة الآباء في التقويم لمثل هذه البرامج عن طريق العلاقة بين المدرسة والمنزل.

- تشجيع الطلاب وحثهم على الزيادة في التنمية السماعية والاستماعية.

معوقات الاستماع :

هناك عدة عوامل من شأنها أن تعوق عملية الاستماع، والتعرف عليها يساعد على تجنبها وعلاجها ، لأن عملية الاستماع شاقة وصعبة حيث جعل بعض التربويين الاستماع مثل القراءة في الصعوبة ومن هذه المعوقات:

- معوقات خاصة بالطلاب:ومنها الأعراض المرضية والجسمية والفسيولوجية كضعف السمع أو الأعراض النفسية والعقلية أو عدم الميل للدراسة أو ضعف الذكاء وغيرها.

- معوقات خاصة بالمواد الدراسية:أن تكون هذه المادة غير متمشية مع قدرات الطلاب ومستوياتهم كأن تكون غير كافية لخبراتهم أو تكون مغايرة لميولهم وغير مشبعة لحاجاتهم أو أن تهتم بالكم فتطول أو تقتصر على الكيف فتسوء.

- معوقات خاصة بالمعلم:أن يكون المعلم غير مدرك للفروق بين الطلاب أو يكون عاطفياً بحيث يتساهل في السيطرة على الفصل وقت الاستماع

- معوقات خاصة بطريقة التدريس:قد لا تراعي طريقة التدريس التي يستخدمها المعلم الدوافع إلى الاستماع أو الفهم أو تضطرب في الخطوات، وقد تكون هذه الطريقة تفتقر إلى الوسائل التي تبعث روح المتابعة من قبل الطلاب للمادة المعروضة.

وهذه المعوقات تحتاج إلى تذليل وعلاج كي يحقق درس الاستماع الأهداف المرسومة له، ولابد أن تتضافر الجهود لمعالجة هذه المعوقات من قبل التعاون بين المدرسة والأسرة.

تقويم الاستماع :

التقويم هو عملية إصدار حكم على مدى تحقيق الأهداف المنشودة على النحو الذي تتحدد به تلك الأهداف، فإذا رسمت للاستماع أهداف فلابد من التحقق عن مدى تحقيق هذه الأهداف.وللمعلم الحرية في اختيار أسلوب عرض الاستماع على طلابه وعلىه أن يختار الطريقة المناسبة لتقويم هذا الأسلوب، ومن هذه الأساليب:

- الاستماع إلى فقرة أو مقال أو قصة.

- الاستماع إلى شريط تسجيل.

- مشاهدة فيلم سينمائي أو تلفازي .

- قراءة نص مكتوب .

- الاستماع إلى كلمة من أحد المحاضرين.

وبعد الاستماع أو المشاهدة أو القراءة يختار المعلم الأسلوب الملائم لوضع اختبار في هذه المادة عن طريق ما يلي:

- أسئلة توجه إلى الطالب كتابية أو شفهية يجيب عنها شفهياً أو كتابياً.

- توجيه أسئلة الاختيار من متعدد، يوضح في كل سؤال عدة إجابات.

- أسئلة الصواب والخطأ وفقاً للنص الذي سمعه الطالب.

- ملء الفراغات ذات العلاقة بالنص المسموع.

- المزاوجة بين قائمتين في ضوء ما سمعه.

- الترتيب بحيث يطلب من الطالب ترتيب الكلمات وفقاً لتسلسل حدوثها الزمني كما يفيد النص.

- التلخيص كأن يلخص الطالب ما فهم من النص المسموع.

ويمكن أن يتخذ المعلم أساليب أخرى مثل تكليف الطلاب سماع عدد من الخطب والمحاضرات والندوات وتلخيصها أو عن طريق تطبيق البرنامج الاتصالي، أو عن طريق الحوارات والأسئلة التي يلقيها المعلم على طلابه حول موضوع معين.

ومع كل هذا وذاك فإن «الاستماع هو المعبر الوحيد لتعلم المهارات الأخرى: القراءة والحديث والكتابة وهو جزء من فنون اللغة ولهذا اهتم به التربويون واللغويون وأولوه عناية بالغة.

فلابد من إظهار أهمية الاستماع في الحياة بصفة عامة وفي الحياة التعليمية بصفة خاصة، وإعداد البرامج التعليمية النافعة والمسلية والمناسبة للمستويات الدراسية، وإيلاء الجانب الشفهي الأهمية في دروس اللغة، فعن طريقه يتعلم الطالب مهارة الاستماع والاستيعاب، ولابد من التعرف على الصعوبات والعقبات التي تواجه الاستماع وتذليلها لصالح الطلاب، وتقديم دروس مناسبة للطلاب فيما يخص الاستماع مع استخدام الأساليب المناسبة لتقويم عملية الاستماع وكذلك الإفادة من البرامج التعليمية المقدمة في التلفاز والبرامج الحاسوبية وتوظيفها لخدمة الطلاب في هذا المجال.

ويمكن إدخال فن الاستماع في برامج إعداد معلمي اللغة العربية قبل الخدمة وتضمينه في الدورات التدريبية التي تعقد لمدرسي اللغة العربية أثناء الخدمة.

وعلى هذا فلابد من تضمين مناهج اللغة العربية فن الاستماع عن طريق المقررات والأنشطة المصاحبة لها.

والحاجة تدعو أيضاً إلى إعداد كتيب للمعلم يتضمن أهمية الاستماع وطبيعة عملية الاستماع ووظائف الاستماع في الحياة وأهداف تدريسه ومحتوى خاصاً به بحيث تكون الخبرات والأنشطة تحتوي على تدريب الطلاب على الاستماع ومن ثم توضيح لطريقة تقويمه.